[هل طبيعة اللغة والفكر واحدة ؟
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
[هل طبيعة اللغة والفكر واحدة ؟
اتمني ان يفيدكم الموضوع ÷ فانه مفيد تميز
الإنسان عن باقي الكائنات الحية بالقدرة على الرمز أي أن يجعل من الشيء
رمز دال على شيء آخر فليس هناك نشاط إنساني ليس فيه أثر للرمز فالعلوم
والفنون والدين والأخلاق وكافة الحياة الاجتماعية في ترابط أنواعها قائمة
على الرمز وهذا ما يطلق عليه بمصطلح اللغة ولكن ما أثار جدال بين الفلاسفة
هو حول ما إذ كانت اللغة والفكر شيء واحد فمنهم من يرى بأنه لهم طبيعة
واحدة ومنهم من ينفي ذلك فهل اللغة والفكر شيء واحد .
إن طبيعة اللغة والفكر واحدة حيث يرى أنصار هذا الرأي أنه لا يوجد فكر دون
لغة ولا لغة دون فكر فاللغة في نظر هؤلاء ليس مجرد شرط للتعبير أو التبليغ
بل هي الأساس الذي تبنى عليه عملية التفكير فاللغة عند جون لوك هي علا مات
حسية معينة تدل على الأفكار الموجودة في الذهن وهذا يعني أن هناك تطابق
بين تلك الأفكار التي تشير إليها الألفاظ وبين دلالاتها الحقيقية ونجد
الرأي نفسه عند ميرلو بونتي حيث نفى أن يكون هناك فكر خالص يقابل اللغة
التي تعبر عنه وأن ما نعتقده أنه فكر خالص هو في الواقع أفكار قد عبرنا
عنها من قبل إذ يقول " إن الفكر لا يوجد خارج العالم وبمعزل عن الكلمات (
...) إن الأفكار التي عبرنا عنها من قبل هي التي نستدعيها " إن هذا
الاتجاه يؤكد وجود وحدة عضوية بين اللغة والفكر يقول لافيل "ليس اللغة ثوب
فكر بل هي جسده ..... ففي غياب اللغة لا وجود للفكر" إن الطفل يتعلم الفكر
عن طريق اللغة ويتعلمهما في آن واحد وهذا ما كشفه علم النفس في تكوين
المعاني لدى الأطفال يتم مع اكتسابهم اللغة حقيقة أن هناك تطابق بين الفكر
واللغة ولكن قد نجد في بعض الأحيان أن الإنسان يفهم معاني اللغة أكثر ما
يحسن من ألفاظه فنحن مثلا عندما يحدثنا شخص بلغة غير لغتنا نفهم الكثير من
قوله لكننا لا نستطيع أن نخاطبه بالمقدار الذي فهمناه ولهذا نجد أنصار
الرأي الثاني ينفون التطابق الموجود بين اللغة والفكر حيث يرو أن هناك
تمايز واضح بين الفكر واللغة ويقرون بأسبقية الفكر عن اللغة لأن الإنسان
يفكر بعقله قبل أن يعبر بلسانه فكثيرا ما يشعر بتزاحم الأفكار في ذهنه
لكنه يعجز عن التعبير عنها ونجد هنا براغسون حيث يرى أن الفكر متقدم عن
اللغة وأن العلاقة بينهما علاقة انفصال فاللغة في نظره عاجزة عن إبراز
المعاني المتولدة عن الفكر إبرازا كاملا لذالك يقول " اللغة تحجر للفكر "
فلو كانت اللغة سابقة عن الفكر لاستطاع الإنسان أن يعبر عن كل أفكاره
والتجربة النفسية تثبت عجز اللغة عن ذلك . لذلك فيمكننا القول أن الفكر
يفوق اللغة فتطور المعاني أسرع من تطور الأفراد وهذا ما يراه أبو حيان
التوحيدي وقد لخص رأيه في العبارة التالية "فقد بدا لنا أن مركب اللفظ لا
يجوز مبسوط العقل و المعاني معقولة ولها اتصال شديد وبساطة تامة وليس في
قوة اللفظ من أية لغة كانت أن يملك ذلك المبسوط ويحيط به " فالنتيجة التي
نصل إليها هي أن الإنسان لا يستعمل اللغة عندما يفكر ولا يفكر عندما
يستعمل اللغة و بالتالي هناك تفاوت بين القدرة على الفهم و القدرة على
التبليغ .
إذا كان الفكر سابق عن اللغة من الناحية المنطقية فهو ليس سابق عليها من
الناحية الزمنية لأن الإنسان بالتجربة يشعر أنه يفكر ويتكلم في نفس الوقت
فعملية التفكير في الواقع لا تتم خارج إطار اللغة وهذا ما أشار إليه أرسطو
بقوله " ليس ثم تفكير بدون صور ذهنية " لاشك أن اللغة أداة للتفكير
فالعبارة هي من تخرج الفكر من الغموض إلى الوضوح فكأن الفكرة لا تتحقق ولا
تكون فكرة فعلية إلا إذا جعلناها في قالب لغوي .
إن العلاقة بين اللغة والفكر هي علاقة تداخل لان الإنسان قد يفكر باللغة
حتى ولو لم ينطقها إلى جانب رأي مولير الذي يرى أن العلاقة بين اللغة
والفكر شبيه بوجهين قطعة نقد واحدة ولهذا لا يمكن الفصل بينهما ولا يمكن
اعتبارهما شيء واحد .
نستنتج من خلال ما سبق أن طبيعة لغة والفكر ليست واحدة لكن هناك تطابق بينهما. ]
الإنسان عن باقي الكائنات الحية بالقدرة على الرمز أي أن يجعل من الشيء
رمز دال على شيء آخر فليس هناك نشاط إنساني ليس فيه أثر للرمز فالعلوم
والفنون والدين والأخلاق وكافة الحياة الاجتماعية في ترابط أنواعها قائمة
على الرمز وهذا ما يطلق عليه بمصطلح اللغة ولكن ما أثار جدال بين الفلاسفة
هو حول ما إذ كانت اللغة والفكر شيء واحد فمنهم من يرى بأنه لهم طبيعة
واحدة ومنهم من ينفي ذلك فهل اللغة والفكر شيء واحد .
إن طبيعة اللغة والفكر واحدة حيث يرى أنصار هذا الرأي أنه لا يوجد فكر دون
لغة ولا لغة دون فكر فاللغة في نظر هؤلاء ليس مجرد شرط للتعبير أو التبليغ
بل هي الأساس الذي تبنى عليه عملية التفكير فاللغة عند جون لوك هي علا مات
حسية معينة تدل على الأفكار الموجودة في الذهن وهذا يعني أن هناك تطابق
بين تلك الأفكار التي تشير إليها الألفاظ وبين دلالاتها الحقيقية ونجد
الرأي نفسه عند ميرلو بونتي حيث نفى أن يكون هناك فكر خالص يقابل اللغة
التي تعبر عنه وأن ما نعتقده أنه فكر خالص هو في الواقع أفكار قد عبرنا
عنها من قبل إذ يقول " إن الفكر لا يوجد خارج العالم وبمعزل عن الكلمات (
...) إن الأفكار التي عبرنا عنها من قبل هي التي نستدعيها " إن هذا
الاتجاه يؤكد وجود وحدة عضوية بين اللغة والفكر يقول لافيل "ليس اللغة ثوب
فكر بل هي جسده ..... ففي غياب اللغة لا وجود للفكر" إن الطفل يتعلم الفكر
عن طريق اللغة ويتعلمهما في آن واحد وهذا ما كشفه علم النفس في تكوين
المعاني لدى الأطفال يتم مع اكتسابهم اللغة حقيقة أن هناك تطابق بين الفكر
واللغة ولكن قد نجد في بعض الأحيان أن الإنسان يفهم معاني اللغة أكثر ما
يحسن من ألفاظه فنحن مثلا عندما يحدثنا شخص بلغة غير لغتنا نفهم الكثير من
قوله لكننا لا نستطيع أن نخاطبه بالمقدار الذي فهمناه ولهذا نجد أنصار
الرأي الثاني ينفون التطابق الموجود بين اللغة والفكر حيث يرو أن هناك
تمايز واضح بين الفكر واللغة ويقرون بأسبقية الفكر عن اللغة لأن الإنسان
يفكر بعقله قبل أن يعبر بلسانه فكثيرا ما يشعر بتزاحم الأفكار في ذهنه
لكنه يعجز عن التعبير عنها ونجد هنا براغسون حيث يرى أن الفكر متقدم عن
اللغة وأن العلاقة بينهما علاقة انفصال فاللغة في نظره عاجزة عن إبراز
المعاني المتولدة عن الفكر إبرازا كاملا لذالك يقول " اللغة تحجر للفكر "
فلو كانت اللغة سابقة عن الفكر لاستطاع الإنسان أن يعبر عن كل أفكاره
والتجربة النفسية تثبت عجز اللغة عن ذلك . لذلك فيمكننا القول أن الفكر
يفوق اللغة فتطور المعاني أسرع من تطور الأفراد وهذا ما يراه أبو حيان
التوحيدي وقد لخص رأيه في العبارة التالية "فقد بدا لنا أن مركب اللفظ لا
يجوز مبسوط العقل و المعاني معقولة ولها اتصال شديد وبساطة تامة وليس في
قوة اللفظ من أية لغة كانت أن يملك ذلك المبسوط ويحيط به " فالنتيجة التي
نصل إليها هي أن الإنسان لا يستعمل اللغة عندما يفكر ولا يفكر عندما
يستعمل اللغة و بالتالي هناك تفاوت بين القدرة على الفهم و القدرة على
التبليغ .
إذا كان الفكر سابق عن اللغة من الناحية المنطقية فهو ليس سابق عليها من
الناحية الزمنية لأن الإنسان بالتجربة يشعر أنه يفكر ويتكلم في نفس الوقت
فعملية التفكير في الواقع لا تتم خارج إطار اللغة وهذا ما أشار إليه أرسطو
بقوله " ليس ثم تفكير بدون صور ذهنية " لاشك أن اللغة أداة للتفكير
فالعبارة هي من تخرج الفكر من الغموض إلى الوضوح فكأن الفكرة لا تتحقق ولا
تكون فكرة فعلية إلا إذا جعلناها في قالب لغوي .
إن العلاقة بين اللغة والفكر هي علاقة تداخل لان الإنسان قد يفكر باللغة
حتى ولو لم ينطقها إلى جانب رأي مولير الذي يرى أن العلاقة بين اللغة
والفكر شبيه بوجهين قطعة نقد واحدة ولهذا لا يمكن الفصل بينهما ولا يمكن
اعتبارهما شيء واحد .
نستنتج من خلال ما سبق أن طبيعة لغة والفكر ليست واحدة لكن هناك تطابق بينهما. ]
بسمة- عدد الرسائل : 38
العمر : 34
نقاط : 28344
تاريخ التسجيل : 10/06/2009
رد: [هل طبيعة اللغة والفكر واحدة ؟
شكرا نجاة علي مرورك بصفح
بسمة- عدد الرسائل : 38
العمر : 34
نقاط : 28344
تاريخ التسجيل : 10/06/2009
رد: [هل طبيعة اللغة والفكر واحدة ؟
شكرا أختي منال علي مرورك بصفحه وهو والله درس مهم
بسمة- عدد الرسائل : 38
العمر : 34
نقاط : 28344
تاريخ التسجيل : 10/06/2009
رد: [هل طبيعة اللغة والفكر واحدة ؟
مشكورة اختي على المقالة
ولكن ما هي الطريقة المعتمدة في كتابة المقالة
وارجوا ان تجيبوني على هذا السؤال
كيف اعرف ان المقالة تكتب بطريقة المقارنة او الجدلية
اي الامور الدالةعلى كل طريقة
ارجو مساعدتي
ولكن ما هي الطريقة المعتمدة في كتابة المقالة
وارجوا ان تجيبوني على هذا السؤال
كيف اعرف ان المقالة تكتب بطريقة المقارنة او الجدلية
اي الامور الدالةعلى كل طريقة
ارجو مساعدتي
donia- عضو سوبر
- عدد الرسائل : 50
العمر : 32
نقاط : 28186
تاريخ التسجيل : 26/06/2009
مواضيع مماثلة
» مقالة حول اللغة والفكر بطريقة الاستقصاء بالوضع
» هذا الدعاء مكتوب حول العرش، أقراه ولو مرة واحدة فى حياتك
» هذا الدعاء مكتوب حول العرش، أقراه ولو مرة واحدة فى حياتك
» سلسلة قواعد اللغة لباك 2010
» ملخص شامل في اللغة الإسبانية - 3LE - Sintesis Del Programa
» هذا الدعاء مكتوب حول العرش، أقراه ولو مرة واحدة فى حياتك
» هذا الدعاء مكتوب حول العرش، أقراه ولو مرة واحدة فى حياتك
» سلسلة قواعد اللغة لباك 2010
» ملخص شامل في اللغة الإسبانية - 3LE - Sintesis Del Programa
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى